كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

5 - بَابٌ فِي خِصَالِ الإِيمَانِ وَالإِسْلاَمِ.
9 - حَدَّثنا أَبُو الْحَسَنِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ فَصِيلٍ (1)، حَدَّثنا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ قَاعِدٌ فِي النَّاسِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى النَّاسَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ فَقَالَ: مَا الإِسْلاَمُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: الإِسْلاَمُ أَنْ تَشَهَّدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا الإِيمَانُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: أَنَّ تُؤْمِنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لاَ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: هِيَ فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ الله، إِنَّ الْغَيْبَ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ الله - قَوْلَهُ: {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} الآيَةَ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِعَلاَمَتِهِ أَوْ قَالَ: بِمَعَالِمَ ذَلِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ الْعُرَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ رُؤُوسَ النَّاسِ، وَرَأَيْتَ الأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الْبِدَا يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى تَوَارَى قَالَ: عَلَيَّ بِالرَّجُلِ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ، قَالَ: وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ قَطُّ إِلاَّ عَرَفْتُهُ فِيهَا غَيْرَ مَرَّتِهِ هَذِهِ.
_حاشية__________
(1) تحرف في طبعتي الجامعة الإسلامية، ودار الكتب العلمية إلى: "فضيل" بالمعجمة، وصوابه: "فَصِيل" بفتح الفاء، وكسر الصاد المهملة، انظر "المُؤتَلِف والمُختَلِف" للدارقطني 4/ 1815، و"الإكمال" لابن ماكولا 7/ 66، و"الأنساب" للسمعاني 4/ 389، و"المُشْتَبِه" للذهبي 509، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 7/ 109، و"تبصير المنتبه" 3/ 1081 لابن حَجَر.

الصفحة 155