كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)
حَتَّى نَادَانِي ثَلاَثًا, فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ, ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ, حَتَّى نَادَانِي ثَلاَثًا, فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ, ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ حُلِيٍّ وَزِينَةٍ, نَاشِرَةً يَدَيْهَا تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ, تَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي, فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا, حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ, فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ, ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ, فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ فِيهِ خَمْرٌ وَإِنَّاءٍ فِيهِ لَبَنٌ, فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ, فَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ, ثُمَّ قَالَ: مَا لَقِيتَ فِي وَجْهِكَ هَذَا؟ قُلْتُ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ, إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ, حَتَّى نَادَانِي: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ, حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلاَثًا, قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ, قَالَ: ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ, لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ, قُلْتُ: ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ, حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلاَثًا, قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ, قَالَ: ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى, لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ، قُلْتُ: ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ, نَاشِرَةً يَدَيْهَا تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ, حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا, قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا, لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهَا لاَخْتَرْتَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ, ثُمَّ أُتِينَا بِالْمِعْرَاجِ, فَإِذَا أَحْسَنُ مَا خَلَقَ الله, أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا شُقَّ بَصَرُهُ, إِنَّمَا يَتْبَعُهُ الْمِعْرَاجُ عَجَبًا بِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: {تَعْرُج الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} قَالَ: فَقَعَدْتُ فِي الْمِعْرَاجِ أَنَا وَجِبْرِيلُ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ, حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ الْحَفَظَةِ, فَإِذَا عَلَيْهِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ, مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ, وَمَعَ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ, قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ, قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ, قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ, قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ, فَفُتِحَ لَنَا,
الصفحة 171