كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

فَإِذَا أَنَا بِآدَمُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خُلِقَ, قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ, فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ, فَإِذَا الأَرْوَاحُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ, فَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحُ الْمُؤْمِنِ, قَالَ: رُوحٌ طَيْبَةٌ, وَرِيحٌ طَيْبَةٌ, وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهِ رُوحُ كَافِرٍ, قَالَ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ, وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ، قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ, فَإِذَا أَنَا بِأَخَاوِينِ عَلَيْهَا لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ, وَأَخَاوِينِ عَلَيْهَا لُحُومٌ طَيِّبَةٌ, وَإِذَا رِجَالٌ يَنْتَهِبُونَ اللُّحُومَ الْمُنْتِنَةَ, وَيَدَعُونَ اللُّحُومَ الطَّيِّبَةَ, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الزُّنَاةُ, يَدَعُونَ الْحَلاَلَ وَيَتَّبِعُونَ الْحَرَامَ, ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ, وَآخَرُونَ يَجِيؤُونَ بِالصَّخْرِ مِنَ النَّارِ يَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ, فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ, قُلْتُ: مِنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ, فَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ, وَآخَرُونَ يَقْطَعُونَ لُحُومَهُمْ, فَيَضْفِزُوهُمْ إِيَّاهَا بِدِمَائِهَا, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الْهَمَّازُونَ، اللَّمَّازُونَ, ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ, فَإِذَا أَنَا بِأُنَاسٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثُدِيِّهِنَّ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الظُّؤُرَاتُ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ, قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ، فَإِذَا رِجَالٌ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ, إِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا، فَيُوقَفُونَ لِآلِ فِرْعَوْنَ

الصفحة 172