كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

وَاحْتُمِلَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ, قَالَ: يَا عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ, اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَعَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟ قَالُوا: مَعَاذَ الله وَلاَ عَلِمْنَا وَلاَ اطَّلَعْنَا, فَقَالَ: ادْعُوا لِي بِالطَّبِيبِ، فَدُعِيَ, فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ، فَشَرَبَ نَبِيذًا, فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ، فَقَالَ: اسْقُوهُ لَبَنًا، فَشَرِبَ لَبَنًا, فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ, قَالَ: مَا أَرَى تُمْسِي، فَمَا كُنْتَ فَاعِلاً فَافْعَلْ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ, نَاوِلْنِي الْكِتَابَ، فَلَوْ أَرَادَ الله أَنْ يُمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ, قَالَ عَبْدُ الله: أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا, فَقَالَ: لاَ، لاَ يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي، قَالَ: فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ، وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ, فَقَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا, وَعُثْمَانَ, وَطَلْحَةَ, وَالزُّبَيْرَ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ, وَسَعْد, قَالَ: فَدُعُوا، قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ عَلِيًّا, وَعُثْمَانَ, فَقَالَ: يَا عَلِيُّ, إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ وَمَا أَعْطَاكَ الله مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ, فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الأَمْرَ, فَاتَّقِ الله فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ, إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ وَشَرَفَكَ، فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الأَمْرَ, فَاتَّقِ الله, وَلاَ تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، يَا صُهَيْبُ, صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلاَثًا، وَأَدْخِلْ هَؤُلاَءِ فِي بَيْتٍ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ, فَمَنْ خَالَفَهُمْ, فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا, قَالَ: إِنْ وَلَّوْهَا الأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا.
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ.

الصفحة 623