كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ, وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ, وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ, يَقُولُ: أَفْرِجُوا لَنَا, فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ, أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ, لَتَنَحَّى لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ, لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهُمْ, فَلاَ يَسْأَلُ الله شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ, وَلاَ يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلاَّ شُفِّعَ فِيهِ، وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ، وَلاَ تَفْضُلُهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةُ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ، وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ, وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ، يَتَلَأْلَأُ نُورًا, فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِيرٍ مِنْ جَوْهَرٍ، الْبَيْتُ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ، وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ، عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ كُمُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرِينَ مِيلاً مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ, وَهِيَ أَرْبَعُ زَوَايَا، وَأَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَجَنَاحِ النِّسْرِ, أَوْ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ، وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلاَلِ، عَلَيْهَا ثِيَابٌ نَبَتَتْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تَسْنِيمٍ، وَزَهْرَتُهَا تَخْطَفُ الأَبْصَارَ مِنْ دُونِهَا, قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْ بَرَزَتْ لإِهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَلاَ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ إِلاَّ فُتِنَ بِحُبِّهَا، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِئَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٌ, سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ كُلِّ سَرِيرٍ كُرْسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ, طُولُهُ مِئَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِئَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ, غلظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ, يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِئَةِ عَامٍ يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى،
الصفحة 655