كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

وَإِذَا دَنَا مِنَ السَّرِيرِ تَطَامَتْ لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا, فَيَحلوَ مِنْهَا حَيْثُ شَاءَ, فَيَتَّكِئَ تَكْأَةً وَاحِدَةً مَعَ الْحُورِ الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً, فَتُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلَ: يَا عَبْدَ الله, أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ, فَيَلْتَفِتَ إِلَيْهَا, فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} فَيُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلُ مِنْ غَرْفَةٍ أُخْرَى: يَا عَبْدَ الله, أَمَا لَكَ فِينَا مِنْ حَاجَةٍ؟ فَيَقُولُ: مَا عَلِمْتُ مَكَانَكِ، [فَتَقُولُ]: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} فَيَقُولُ: بَلَى وَرَبِّي, قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ: فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ عَامًا, مَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا إِلاَّ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ وَاللَّذَّةِ، فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ, رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قَرَاقِيرَ مِنْ دُرٍّ فِي نَهْرٍ مِنْ نُورٍ, مَجَاذِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ, تَرْفَعُهُمْ رِيحٌ تُسَمَّى الزَّهْرَاءُ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ، إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ مِثْلَ الأَمْوَاجِ, أَهْوَنُ فِي أَعْيُنِهُمْ وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءَ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ، وَأَيَّامُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي نَحْرِ أَصْحَابِهِمُ, الَّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا، يُقَدَّمُ قَرَاقِيرُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفِ سَنَةٍ, وَخَمْسِمِئَةِ أَلْفِ سَنَةٍ, وَخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَمَيْمَنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ، وَمَيْسَرَتُهُمْ مِثْلُ [ذَلِكَ]، وَسَاقَتُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا خَلْفَهُمْ فِي تِلْكَ الْقَرَاقِيرِ مِنْ دُرٍّ, فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهْرِ, إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الأَمْوَاجُ إِلَى كَرَاسِيَّ بَيْنَ يَدَيِ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ,

الصفحة 656