كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
ثُمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، أَلاَ وَإِنْ أَصَابَتِ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةٌ, فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ الله خَلَفٌ فِيكُمْ لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا, مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إِلَى غَيْرِهِ، فَسِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ الله, وَعَوْنِهِ, وَنَصْرِهِ, وَعَافِيَتِهِ, وَرُشْدِهِ, وَتَوْفِيقِهِ، فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ, فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ الله الْمُنَزَّلِ وَسُنَنِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَإِحْلاَلِ مَا أَحَلَّ الله لَهُمْ فِي كِتَابِهِ، وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ الله عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْ يَخْلَعُوا الأَنْدَادَ، وَيَتَبَرَّأُوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، وَأَنْ يَكْفُرُوا بِعِبَادَةِ الطَّاغُوتِ, وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَأَنْ يَتْرُكُوا عِبَادَةَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ, وَعُزَيْرِ بْنِ حَرْوَةَ, وَالْمَلاَئِكَةِ, وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ, وَالنِّيرَانِ, وَكُلِّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِنْ دُونِ الله، وَأَنْ يَتَوَلُّوا الله وَرَسُولَهُ، وَأَنْ يَتَبَرَّأُوا مِمَّنْ بَرِئَ الله وَرَسُولُهُ مِنْهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ, وَدَخَلُوا فِي الْوَلاَيَةِ, فَبَيِّنُوا لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ الله الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ, وَأَنَّهُ كِتَابُ الله الْمُنَزَّلُ مَعَ الرُّوحِ الأَمِينِ عَلَى صَفِيِّهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله وَرَسُولِ الله وَنَبِيِّهِ، أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً, الأَبْيَضِ مِنْهُمْ وَالأَسْوَدِ, وَالإِنْسِ وَالْجِنِّ، كِتَابٌ فِيهِ نَبَأُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ, لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ, يَحْجُزُ الله بِهِ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ, وَأَعْرَاضَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَهُوَ كِتَابُ الله مُهَيْمِنًّا عَلَى الْكُتُبِ مُصَدِّقًا لَمَّا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، يُخْبِرُكُمُ الله فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا قَدْ فَاتَكُمْ دَرْكُهُ فِي آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ الله وَأَنْبِيَاؤُهُ، كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ لِرُسُلِهِمْ، وَكَيْفَ كَانَ تَصْدِيقُهُمْ بِآيَاتِ الله، وَكَيْفَ كَانَ تَكْذِيبُهُمْ بِآيَاتِ الله، فَأَخْبَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ هَذَا أَنْسَابَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ, وَأَعْمَالَ مَنْ مَلَكَ مِنْهُمْ بِدِينِهِ, لِيَجْتَنِبُوا ذَلِكَ أَنْ يَعْمَلُوا بِمِثْلِهِ, كَيْ لاَ يَحِقَّ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِ الله مِنْ عِقَابِ الله وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ, وَتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ الله، وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا بِأَعْمَالِ مَنْ نَجَا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ, لِكَيْ تَعْمَلُوا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ،
الصفحة 666