كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

[فَكَتَبَ] لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا نَبَأَ ذَلِكَ كُلِّهِ رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ, وَشَفَقًا مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ، وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلاَلَةِ, وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى, وَإِقَالَةٌ مِنَ الْعَثَرَةِ, وَنَجَاةٌ مِنَ الْفِتْنَةِ, وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ, وَشِفَاءٌ عِنْدَ الأَحْدَاثِ, وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ, وَرُشْدٌ مِنَ الْغِوَايَةِ, وَبَيَانٌ مِنَ اللَّبْسِ, وَبَيَان مَا بَيْنَ الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ, فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ، فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ, فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ اسْتَكْمَلُوا الْوَلاَيَةَ, فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الإِسْلاَمَ، وَالإِسْلاَمُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ, وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ, وَحَجُّ الْبَيْتِ, وَصِيَامُ رَمَضَانَ, وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ, وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصَّلاَةِ, وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ, وَصِلَةُ الرَّحِمِ الْمُسْلِمَةِ, وَحُسْنُ صُحْبَةِ الْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا، فَادْعُوهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ إِلَى الإِيمَانِ، وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ وَمَعَالِمَهُ, وَمَعَالِمُ الإِيمَانِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ الْبَاطِلُ, وَالإِيمَانُ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ, وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانُ بِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ, وَبِالتَّوْرَاةِ, وَالإِنْجِيلِ, وَالزَّبُورِ، وَالإِيمَانُ بِالسَّيِّئَاتِ وَالْحَسَنَاتِ, وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ, وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ، وَالإِيمَانُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ, فَأَقَرُّوا بِهِ, فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ, ثُمَّ تَدُلُّوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الإِحْسَانِ، وَعَلِّمُوهُمُ الإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الله فِي أَدَاءِ الأَمَانَةِ, وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَى رُسُلِهِ, وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالتَّسْلِيمُ, وَسَلاَمَةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ, وَأَنْ تَبْتَغُوا لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَبْتَغِي الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ, وَالتَّصْدِيقُ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ وَلِقَائِهِ وَمُعَاتَبَتِهِ, وَالْوَدَاعُ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ, وَالْمُحَاسَبَةُ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِئْنَافِ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, وَتَزَوُّدًا مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, وَالتَّعَاهُدُ لِمَا فَرَضَ الله يُؤَدُّونَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ،

الصفحة 667