كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ, ثُمَّ انْصِبُوا أَوِ انْعَتُوا لَهُمُ الْكَبَائِرَ, وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهَا, وَخَوِّفُوهُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ فِي الْكَبَائِرِ، وَأَنَّ الْكَبَائِرَ هِيَ الْمُوبِقَاتُ, وَأُولاَهُنَّ الشِّرْكُ بِالله: {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} وَالسِّحْرَ, وَمَا لِلسَّاحِرِ مِنْ خَلاَقٍ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ لَعَنَهُمُ الله, وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ بَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ الله, وَالْغُلُولُ {يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} لاَ يُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} وَأَكْلُ الرِّبَا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ الله وَرَسُولِهِ} فَإِذَا انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا التَّقْوَى, فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ، وَالْعِبَادَةُ: الصِّيَامُ, وَالْقِيَامُ, وَالْخُشُوعُ, وَالرُّكُوعُ, وَالسُّجُودُ, وَالْيَقِينُ, وَالإِنَابَةُ وَالإِحْسَانُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ, وَالتَّوَاضُعُ التَّسْكِينُ, وَالسُّكُونُ, وَالْمُوَاسَاةُ, وَالدُّعَاءُ, وَالتَّضَرُّعُ وَالإِقْرَارُ بِالْمَلاَئِكَةِ وَالْعُبُودِيَّةُ, وَالِاسْتِقْلاَلُ لِمَا كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ, وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ, فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ وَبَيِّنُوهُ لَهُمْ, وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ الله مِنْ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ، وَثَوَابُهُ عِنْدَ الله، فَإِنِ انْتَدَبُوا فَبَايِعُوهُمْ وَادْعُوهُمْ حَتَّى تُبَايِعُوهُمْ إِلَى سُنَّةِ الله وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، عَلَيْكُمْ عَهْدُ الله وَذِمَّتُهُ, وَسَبْعُ كَفَالاَتٍ, قَالَ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ: يَقُولُ: الله كَفِيلٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لاَ تُنَكِّثُوا أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ, وَلاَ تَنْقُضُونَ أَمْرَ وَالٍ مِنْ وُلاَتِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِهَذَا, فَبَايِعُوهُمْ وَاسْتَغْفِرُوا الله لَهُمْ،
الصفحة 668