كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
فَإِذَا خَرَجُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله غَضَبًا لِلَّهِ وَنَصْرًا لِدِينِهِ, فَمَنْ لَقُوا مِنَ النَّاسِ, فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مِثْلِ مَا دُعُوا إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ الله إِجَابَتِهِ وَإِسْلاَمِهِ وَإِيمَانِهِ, وَإِحْسَانِهِ, وَتَقْوَاهُ, وَعِبَادَتِهِ, وَهِجْرَتِهِ، فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ الْمُسْتَجِيبُ الْمِسْكِينُ الْمُؤْمِنُ الْمُحْسِنُ الْمُتَّقِي الْعَابِدُ, الْمُهَاجِرُ، لَهُ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ، وَمَنْ أَبَى هَذَا عَلَيْكُمْ فَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله, وَالْفَيْءِ إِلَى دِينِهِ، وَمَنْ عَاهَدْتُمْ وَأَعْطَيْتُمُوهُمْ ذِمَّةً فَفُوا لَهُ بِهَا، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَعْطَاكُمُ الرِّضَا, فَهُوَ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ، وَمَنْ قَاتَلَكُمْ عَلَى هَذَا مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنْتُمُوهُ لَهُ فَاقْتُلُوهُمْ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ فَحَارِبُوهُ، وَمَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدِوهُ، وَمَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَاجْمَعُوا لَهُ، أَوْ غَالَكُمْ فَغِيلُوهُ، أَوْ خَادَعَكُمْ فَاخْدَعُوهُ, مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا، أَوْ مَاكَرَكُمْ فَامْكُرُوا لَهُ, مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا سِرًّا أَوْ عَلاَنِيَةً، فَإِنَّهُ مَنْ يَنْتَصِرْ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ, فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَكُمْ, يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ, وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ كُلَّهُ، فَاتَّقُوا الله وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ, فَإِنَّمَا هَذِهِ أَمَانَةٌ ائْتَمَنَنِي رَبِّي عَلَيْهَا أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ, وَحُجَّةً مِنْهُ احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا، فَمَنْ عَمِلَ بِمَا فِيهِ نَجَا، وَمَنِ اتَّبَعَ مَا فِيهِ اهْتَدَى، وَمَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَجَ، وَمَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ، وَمَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ حَتَّى يُرَاجِعَهُ، فَتَعَلَّمُوا مَا فِيهِ وَأَسْمِعُوهُ آذَانَكُمْ, وَأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ, وَاسْتَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ، فَإِنَّهُ نُورٌ لِلأَبْصَارِ, وَرَبِيعٌ لِلْقُلُوبِ, وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَكَفَى بِهَذَا أَمْرًا وَمُعْتَبَرًا، وَزَاجِرًا وَعِظَةً، وَدَاعِيًا إِلَى الله وَرَسُولِهِ, فَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لاَ شَرَّ فِيهِ، كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله, رَسُولِ الله وَنَبِيِّهِ لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى الله وَرَسُولِهِ بِأَمْرِهِ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ, وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ، وَيَدُلُّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رُشْدٍ، وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غَيٍّ، كِتَابٌ ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ نَبِيُّ الله الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَخَلِيفَتَهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ الله، وَقَدْ أَعَدْتُ إِلَيْهِمَا فِي الْوَصِيَّةِ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَى مَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لإِحَدٍ مِنْهُمْ عُذْرًا فِي إِضَاعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ لِلْوَلاَيَةِ، وَلاَ الْمُتَوَلَّى عَلَيْهِمْ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا, فَلاَ عُذْرَ لَهُ وَلاَ حُجَّةَ، وَلاَ يُعْذَرُ بِجَهَالَةِ شَيْءٍ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ، كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ لِثَلاَثٍ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ, وَلإِرْبَعِ سِنِينَ مَضَيْنَ مِنْ ظُهُورِ رَسُولِ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ إِلاَّ شَهْرَيْنِ، شَهِدَ الْكِتَابَ يَوْمَ كُتِبَ: ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ, يُمْلِهِ عَلَيْهِ، وَرَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ جَالِسٌ، وَالْمُخْتَارُ بْنُ قَيْسٍ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْعَبْسِيُّ، وَقُصَيُّ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، وَالْحِمْيَرِيُّ, وَشَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَسَّانِيُّ، وَالْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَوَانَةُ بْنُ شَمَّاخٍ الْجُهَنِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَالنُّقَبَاءُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَرَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ دَفَعَهُ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ إِلَى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ, وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ سَيْفِ الله.
الصفحة 669