كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
19- بَابُ الْمُتَحَابِّينَ فِي الله.
1108- حَدَّثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ, فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كَهْلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ, وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ, بَرَّاقُ الثَنَايَا, سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ, فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا, ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ, فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ, فَصَلَّيْتُ, ثُمَّ جَلَسْتُ, وَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، فَسَكَتُّ لاَ أُكَلِّمُهُ, وَسَكَتَ لاَ يُكَلِّمُنِي، ثُمَّ قُلْتُ: وَالله إِنِّي لَأُحِبُّكَ, قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قُلْتُ: فِي الله, قَالَ: فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي, فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً, ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا, فَلَسَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ يَقُولُ: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِ الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ, يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ, فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ, أَلاَ أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ؟ قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ.
قُلْتُ: حَدِيثُ مُعَاذٍ فِي التِّرْمِذِيِّ بَعْضُهُ.
الصفحة 992