كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

ابن تليد قال: حثنا عبد اللّه بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع، فقلنا: يا أبا الأسقع حدثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس فيه وهم ولا زيادة ولا نقصان. قال: هل قرأ أحد منكم من القرآن هذه الليلة شيئا؟ قال: فقلنا: نعم، وما نحن له بحافظين حتى أنا لنزيد الواو، والألف وننقص. قال: فهذا القرآن منذ كذا بين أظهركم لا تألون حفظه، وإنكم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عسى أن لا نكون سمعناها منها إلا مرة واحدة؟ حسبكم ماذا حدثتكم بالحديث على المعنى.
370 - وحدثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن علي قال: حدثني أبي، نا عبد اللّه بن يونس، نا بقي بن خالد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال: كان من يتبع أن يحدث بالحديث كما سمع محمد بن سيرين، والقاسم بن محمد، ورجاء بن حيوة، وكان ممن لا يتبع ذلك الحسن وإبراهيم والشعبي) قال ابن عون: (فقلت لمحمد: إن فلانا لا يتبع الحديث أن يحدث به كما سمع فقال: أما إنه لو اتبعه كان خيرا له.
وبه عن أبي بكر بن أبي شيبة، نا حفص، عن أشعث، عن الحسن والشعبي أنهما كانا لا يريان بأسا بتقديم الحديث وتأخيره، وكان ابن سيرين يتكلفه كما سمع.
371 - وبه عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن جابر، عن عامر قال: قلت له:
أسمع اللحن في الحديث. قال: أقمه.
372 - وأخبرنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا: نا أحمد بن سعيد، نا سعيد بن عثمان، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، ثنا أشهب قال: سألت مالكا - رحمه اللّه - عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد. قال: أما ما كان من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم فإني أكره ذلك، وأكره أن يزداد فيها أو ينقص، وما كان منها غير قول النبي صلى اللّه عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسا، قلت: حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم يزداد فيه الواو والألف والمعنى واحد. قال: أرجو أن يكون هذا خفيفا.

الصفحة 113