كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

ومما ينشد لخلف الأحمر:
خير ما ورث الرجال بنيهم ... أدب صالح وحسن الثناء
هو خير من الدنانير والأوراق ... في يوم شدة أو رخاء
تلك تفنى والدين والأدب ... الصالح لا يفنيان حتى اللقاء
إذا تأدبت يا بني صغيرا ... كنت يوما تعد في الكبراء
وإذا ما أضعت نفسك ... ألفيت كبيرا في زمرة الغوغاء
ليس عطف القضيب إن كان ... رطبا وإذا كان يابسا بسواء
هكذا أنشد غير واحد لخلف الأحمر، وأنشدها الخشني - رحمة اللّه - لإبراهيم بن داود البغدادى في قصيدة له طويلة يوصي فيها ابنه أولها
يا بني اقترب من الفقهاء ... وتعلم تكن من العلماء
وكان يقال: (من أدب ابنه أرغم أنف عدوه) 385 - أخبرنا أحمد، نا أبي، نا عبد اللّه، نا بقى نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد قال: (كانوا يقولون: أكرم ولدك وأحسن أدبه).
386 - قال أبو بكر: ونا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: (من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده).
وأنشدني أحمد بن محمد بن هشام قال: أنشدني علي بن عمر بن موسى القاضي قال:
أنشدنا أبو الحسن محمد بن عبيد اللّه المقريء قال: أنشدنا أبو عبد اللّه نفطويه لنفسه:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ... ولست بناس ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا ... وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فلق القلب المعلم في الصبي ... لألفي فيه العلم كالنقش في الحجر

الصفحة 118