كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وما العلم بعد الشيب إلا تعسف ... إذا كل قلب المرء والسمع والبصر
وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق ... فمن فاته هذا وهذا فقد دمر
وقال آخر:
إن الحداثة لا تقصر ... بالفتى المرزوق ذهنا
لكن تزكى عقله ... فيفوق أكبر منه سنا
وقال آخر:
إذا ما المرء لم يولد لبيبا ... فليس بنافع قدم الولادة
387 - وحدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا: نا أحمد بن سعيد، نا أحمد بن عليّ بن الحسين المدائني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا يحيى بن حسان نا يوسف بن يعقوب بن الماجشون قال: قال لنا ابن شهاب ونحن نسأله: (لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم).
388 - وذكره الحسن الحلواني في (كتاب المعرفة) ثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو سلمة يوسف بن الماجشون قال: قال لى ابن شهاب ولأخ ل وابن عم ونحن فتيان نسأله عن العلم: (لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم).
389 - قال الحلواني: ونا يزيد بن هارون، نا جرير بن حازم قال: سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم) وأنا شاب، قلت لشاب من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولنعلم منهم فإنهم كثير.
قال: العجب لك يا ابن عباس أ ترى أن الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج، فإذا خرج قال: يابن عم رسول اللّه مالك؟ فأقول: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأحببت أن أسمعه منك.

الصفحة 119