كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وأنشد ابن الأعرابي:
وسل الفقيه تكن فقيها مثله ... من يسع في علم بفقه يمهر
وتدبر الذي تعني به لا خير ... في علم بغير تدبر
وروينا عن وهب بن منبه وسليمان بن يسار أنهما قالا: (حسن المسألة نصف العلم، والرفق نصف العيش).
وسئل الأصمعي: بم نلت ما نلت؟ قال: (بكثرة سوالى، وتلقفي الحكمة الشرود).
413 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا إبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن معن قال: قال لي عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: (ما شيء إلا وقد علمت منه، إلا أشياء كنت أستحي أن أسأل عنها، فكبرت وفي جهالتها.
414 - أخبرنا خلف بن سعيد، أنا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن خالد، نا إسحاق ابن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: قال لي عليّ - رضي اللّه عنه -: (خمس احفظوهن، لو ركبتم الأبل لأنضميتموها من قبل أن تصيبهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي جاهل أن يسأل ولا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول: اللّه أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس له، ولا إيمان لمن لا صبر له).
415 - وحدثنا محمد بن إبراهيم، نا أحمد بن مطرف، نا سعيد بن عثمان، نا يونس، نا سفيان عبد السري بن إسماعيل، عن الشعبي قال: قال لي علي بن أبي طالب: (خذوا عني هؤلاء الكلمات، فلو رحلتم فيهن المطيّ حتى انضيتموه لم تبلغوهن: لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي إذا كان لا يعلم أن يتعلم ولا يستحي إذا سئل عما لم يعلم أن يقول: لا أعلم ... ) وذكر تمام الخبر مثله.
وقال علي - رضي اللّه عنه -: (قرنت الهيبه بالخيبة، والحياء بالحرمان).
وقال الحسن: (من استتر على طلب العلم بالحياء لبس للجهالة سرباله، فاقطعوا سرابيل الجهل عنكم بدفع الحياء في العلم؛ فإنه من رق وجهه رق علمه).

الصفحة 126