كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وقال الخليل بن أحمد: (الجهل منزلة بين الحياء والأنفة).
وكان يقال: (من رق وجهه عند السؤال رق علمه عند الرجال، ومن ظن أن للعلم غاية بخسه حقه).
416 - حدثنا أحمد بن فتح، أنا أبو أحمد بن المفسر الدمشقي بمصر، نا محمد بن يزيد ابن عبد الصمد، نا موسى بن أيوب، نا بقيه، عن هشام بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن يحيى ابن أبي كثير، عن أبيه قال: (ميراث العلم خير من ميراث الذهب، والفضة، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسد).
ورواه مسدد ويحيى بن يحيى قالا: نا عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: (لا ينال العلم براحة البدن).
417 - حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، نا أحمد بن سعيد، نا إسحاق بن إبراهيم بن النعمان، نا محمد بن علي بن مروان، نا مسدد، نا عبد اللّه بن يحيى بن أبى كثير، عن أبيه قال: (لا يستطاع العلم براحة الجسم).
وقد روي مثل هذا القول عن زيد بن علي بن حسين أنه قال: (لا يستطاع العلم براحة الجسم).
قال أبو عمر: ذهب هذا القول مثلا عند العلماء، وقد نظمتة ونظمت قول الأصمعي:
(يعد من العلماء وليس منهم المعدد ما عنده، وهو الذي إذا سئل عن الشيء قال: هو عندي في الطاق أو في الصندوق). مع معنى قول الحسن والخليل في الحياء على ما ذكرناه في هذا الباب عنهما فى أبيات قلتها وهي:
يا من يرى العلم جمع المال والكتب ... خدعت واللّه، ليس الجد كاللعب
العلم ويحك ما في الصدر تجمعه ... حفظا وفهما وإتقانا فذاك أب

الصفحة 127