كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وكان الشافعى يقول: (سمعت من محمد بن الحسن - رحمه اللّه وقر بعير -).
وقالوا: (من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا).
448 - حدثنا علي بن إبراهيم، نا الحسن بن رشيق، نا علي بن سعيد بن بشير، نا أبو ياسر عمار بن عمر بن المختار قال: حدثنى أبي قال: حدثني غالب القطان قال: (أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش، وكنت أختلف إليه، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام فتهجد من الليل بهذه الآية: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ* لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ
قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد اللّه به، واستودع اللّه هذه وهي لي عند اللّه وديعة، وإن الدين عند اللّه الإسلام - قالها مرارا، فغدوت إليه فودعته، ثم قلت: إني سمعتك تقرأ بهذه الآية ترددها فما بلغك فيها؟ أنا عندك منذ سنة لم تحدثني به. قال: واللّه لا أحدثنك به سنة، قال: فأقمت وكتبت على بابه ذلك اليوم، فلما مضت السنة قلت: يا أبا محمد قد مضت السنة. قال: حدثني أبو وائل، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول اللّه عز وجل عبدى عهد إليّ وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة».
449 - وروى ابن عائشة وغيره أن عليّا - رضي اللّه عنه - قال في خطبة خطبها (و اعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل أمرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم) ويقال: إن قول علي بن أبي طالب: (قيمة كل أمريء ما يحسن) لم يسبقه إليه أحد. وقالوا:
ليس كلمة أحض على طلب العلم منها - قالوا: ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل: (ما ترك الأول للآخر شيئا).
قال أبو عمر: قول علي - رضي اللّه عنه -: (قيمة كل امريء - أو قدر كل أمريء - ما يحسن) من الكلام العجيب الخطير، وقد طار الناس به كل مطير، ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به وكلفة بحسنه، فمن ذلك ما يعزى إلى الخليل بن أحمد قوله:

الصفحة 139