كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

قال: أخبرنا محمد بن سنجر قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال ابن عباس: إن الناس يقولون: إن ابن عباس يكاتب الحرورية، ولولا أني أخاف أن أكتم علما ما كتبت إليه، وذكر الحديث.
وقالت الحكماء: «من كتم علما فكأنه جاهله». وقد جمع أقوام في نحو ما سئلنا عنه، وذكرناه في كتابنا هذا أبوابا لو رأيتها كافية دللت عليها، ولكني رأيت كل واحد منهم جمع ما حضره وحفظه وما خشي التفلت عليه وأحب أن ينظر المسترشد إليه، ولو أغفل العلماء جمع الأخبار، وتمييز الآثار، وتركوا ضم كل نوع إلى بابه، وكل شكل من العلم إلى شكله، لبطلت الحكمة، وضاع العلم ودرس، وإن كان - لعمري - قد درس منه الكثير لعدم العناية وقلة الوعاية، والاشتغال بالدنيا والكلب عليها ولكن اللّه - عز وجل - يبقي لهذا العلم قوما - وإن قلوا - يحفظون على الأمة أصوله، ويميزون فروعه، فضلا من اللّه ونعمة، ولا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم منه الآخر.
فإن ذهاب العلم بذهاب العلماء كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وسترى هذا المعنى وشبهه في كتابنا هذا إن شاء اللّه بحوله وقوته، فالحول والقوة للّه، وهو حسبي ونعم الوكيل.

[الجزء الاول]
باب قوله صلى اللّه عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»
[قال أبو عمر: هذا حديث يروى عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم من وجوه كثيرة، كلها معلولة، لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد].
12 - قرأت على أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل الحافظ أن أحمد بن صالح ابن عمر المغربي حدثه قال: أخبرنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - رحمه اللّه - وأنا خلف بن القاسم، حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الرحمن بن صالح بمصر قال: أخبرنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي قالا جميعا: أنا جعفر بن مسافر التنيسي قال: أنا يحيى ابن حسان قال: حدثنا سليمان بن قرم الضبي، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال

الصفحة 14