كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

487 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا الوليد ابن شجاع قال: حدثني عبد اللّه بن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح قال: حدثني أبو فروة أن عيسى بن مريم - عليه السلام - كان يقول: (لا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تضعه عند غير أهله فتجهل، وكن طبيبا رفيقا يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع).
وذكره ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال الحسن: (لولا النسيان لكان العلم كثيرا).
وقال أنس بن أبي شيخ: (من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره).
488 - قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم: حدثنا محمد عبد السلام الخشني، نا أبو بكر الصاغاني، ثنا سليمان بن أيوب، عن يزيد بن زريع، عن الحجاج ابن أبي عثمان الصواف، عن أرطأة بن أبي ارطأة قال: قال عكرمة: (إن لهذا العلم ثمنا.
قيل: وما ثمنه؟ قال: أن تضعه عند من يحفظه ولا يضيعه).
ورحم اللّه القائل:
أأنثر درا بين سائمة النعم؟ ... أم أنظمه نظما لمهملة الغنم؟
ألم ترنى ضيعت في شر بلدة ... فلست مضيعا بينهم درر الكلم
فإن يشفني الرحمن من طول ما أرى ... وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
بقيت مفيدا واستفدت ودادهم ... وإلا فمخزون لديّ ومكتتم
489 - وأخبرنا عبد الوارث، نا قاسم بن أصبع، نا محمد بن عبد السلام الخشني، نا الرياشي، عن الأصمعي، عن العلاء بن إسماعيل، عن رؤبة بن العجاج قال: (أتيت النسابة البكربي فقال لي من أنت؟ قلت: رؤبة بن العجاج، قال: قصرت وعرفت فما جاء بك؟
قلت: طلب العلم. قال: لعلك من قوم أنا بين أظهرهم إن سكت لم يسألوني وإن تكلمت لم يعوا عنى. قلت: أرجو أن لا أكون منهم. قال: أتدري ما آفة المروءة؟ قلت: لا، فأخبرني.
قال: جيران السوء إن رأوا حسنا دفنوه وإن رأوا سيئا إذاعوه، ثم قال لي: يا رؤبة إن للعلم آفة وهجنة ونكرا، فآفته نسيانه، وهجته أن تضعه عند غير أهله، ونكره الكذب فيه).
490 - وأخبرنا خلف بن سعيد، نا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن خالد، نا إسحاق

الصفحة 152