كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

باب هيبة المتعلم للعالم
498 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، نا أحمد بن مطرف، نا سعيد بن عثمان وسعيد بن خمير قالا: نا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد ابن حنين أنه سمع ابن عباس - رضي اللّه عنه - يقول: (مكثت سنة - وأنا أشك في سنتين - وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - عن المتظاهرتين على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما أجد له موضعا أسأله فيه حتى خرج حاجا، وصحبته حتى إذا كان بمر الظهران وذهب لحاجته قال: أدركني بإداوة من ماء، فلما قضى حاجته ورجع أتيته بالإداوة أصبها عليه، فرأيت موضعا فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان المتظاهرتان على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فما قضيت كلامي حتى قال: عائشة وحفصه قال أبو عمر: لم يمنع ابن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلا هيبه، وذلك موجود في حديث ابن شهاب لهذا الحديث.
499 - قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ أخبرهم، نا أحمد بن زهير، نا يوسف بن بهلول، نا ابن إدريس، نا محمد بن إسحاق عن الزهري، عن عبيد اللّه ابن عبد اللّه بن أبي ثور، عن ابن عباس - رضي اللّه عنه - قال: (مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر ابن الخطاب رضي اللّه عنه عن حديث ما منعني [إلا هيبته حتى تخلف في حج أو عمرة في الأراك الذي ببطن مر الظهران] لحاجته، فلما جاء وخلوت به قلت: يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن حديث منذ سنتين، ما منعني إلا هيبة لك. قال: فلا تفعل، إذا أردت أن تسأل فسلني، فإن كان عندي منه أخبرتك، وإلا قلت: لا أعلم، فسألت من يعلم، قلت: من المرأتان اللتان ذكرهما اللّه تعالى أنهما تظاهرتا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: عائشة وحفصة. ثم قال: كان لى أخ من الأنصار، وكنا نتعاقب النزول إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أنزل يوما وينزل يوما، فما أتى من حديث أو خبر أتأني به وأنا مثل ذلك، ونزل ذات يوم وتخلفت فجاءني وذكر الحديث بطوله وتمامه. .

الصفحة 155