كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان مالك بن أنس يقول: (بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة كما يسأل الأنبياء - يعني عن تبليغه).
553 - وروى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «ألا أخبركم عن أجود الأجواد»؟ قالوا: نعم يا رسول اللّه. قال: «اللّه أجود الأجواد، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل علم علما، فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاد بنفسه في سبيل اللّه حتى قتل».
ويروى هذا من حديث نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب، عن الحسن، عن أنس رفعه.
554 - حدثنا خلف بن القاسم، نا الحسن بن رشيق، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا علي بن عبد العزيز، نا محمد بن عمار، نا المعافي، عن صفوان بن عمرو، عن سليمان بن عامر قال: (كان أبو أمامة يحدثنا فيكثر، ثم يقول: عقلتم؟ فنقول: نعم، فيقول: بلغوا عنا فقد بلغناكم، يرى أن حقا عليه أن يحدث بكل ما سمع) قال المعافي: أو نحو هذا.
555 - ومن حديث معاذ الجهني، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من علم علما فله أجر ذلك ما عمل به عامل، لا ينقص من أجر العامل شيء».
556 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا أبي نا عمر بن أيوب الموصلي، عن جعفر بن برقان قال: (كتب إلينا عمر بن عبد العزيز: أما بعد، مر أهل العلم والفقه من عندك فلينشروا ما علمهم اللّه عز وجل في مجالسهم ومساجدهم.
والسلام).
ويقال: (ما صين العلم بمثل العمل به وبذله لأهله).
وقالوا: (النار لا ينقصها ما أخذ منها، ولكن ينقصها ألا تجد حطبا، وكذلك العلم لا ينقصه الاقتباس منه، ولكن فقد الحاملين سبب عدمه).

الصفحة 168