كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وروى عن عليّ - رضي اللّه عنه - أنه قال: (من علم وعمل دعي في ملكوت السماوات عظيما). وقد روي هذا من كلام المسيح - عليه السلام - وأخذه بكر بن حماد فقال:
وإذا امرؤ عملت يداه بعلمه ... نودي عظيما في السماء مسودا
557 - ومن حديث مندل بن عليّ، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ما تصدق رجل بصدقة أفضل من علم ينشره».
وذكر ابن بكير، عن الليث، عن ابن شهاب قال: (ما صبر أحد على العلم صبري. ولا نشره أحد نشري).
558 - حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمد، عن أبيه عن عبد اللّه بن يونس، عن بقي بن مخلد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شمر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر».
559 - وقال ابن مسعود في قول اللّه تعالى: (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) قال: (الأمة: المعلم للخير، والقانت: المطيع) قال أبو عمر: قد ذكرنا قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «نضر اللّه امرءا سمع مقالتي، أو سمع منا حديثا ثم بلغه غيره». وذكرنا من فضل نشر العلم وكراهية كتمانه في كتابنا هذا في غير موضع منه ما أغنى عن إعادته ههنا).
وقال ابن وهب: سمعت سفيان بن عيينة يقول في قول اللّه تعالى: وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ: (معلما للخير).
[وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن مطرف قال: حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن نمير قالا: حدثنا يونس قال حدثنا سفيان في قوله - عز وجل - وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ، قال: معلما للخير.] وفيما كتب بعض الحكماء إلى أخ له قال: (و اعلم يا أخي أن إخفاء العلم هلكة، وإجفاء العلم نجاة).

الصفحة 169