كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

576 - وروينا من وجوه عن الشعبي قال: صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنه يابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء، وزاد بعضهم في هذا الحديث أن زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبل يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيا صلى اللّه عليه وسلم وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها، والجنازة كانت جنازة أم زيد بن ثابت، صلى عليها زيد وكبر أربعا، وأخذ ابن عباس بركابه يومئذ.
577 - وقرأت على عبد الرحمن بن يحيى أن عمر بن محمد حدثهم، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عاصم بن علي، نا إسماعيل بن عياش، ثنا حميد بن أبي سويد المكي، عن عطاء ابن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «علموا ولا تعنتوا فإن المعلم خير من المعنت» كذا قال، وغيره يقول في هذا الحديث: «تعلموا ولا تعنتوا فإن المعلم خير من المتعنت».
578 - وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا بكر بن حماد، نا مسدد، نا حماد، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس - رضي اللّه عنه - رفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «علموا ويسروا ولا تعسروا» - ثلاث مرات - وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت) ورواه عبد اللّه بن هارون البجلي الكوفي، عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن ابن عباس بإسناده مثله، وقال في آخره: وإذا غضبتم فاسكتوا، كررها ثلاث مرات).
579 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا أبي بكر ابن أبي شيبة، ثنا بن أبي عدي، عن يونس - أراه يعني ابن عبيد، عن ميمون بن مهران قال:
(لا تمار عالما ولا جاهلا، فإنك إن ماريت عالما خزن عنك علمه، وإن ماريت جاهلا خشن صدرك).

الصفحة 174