كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب وبعيد، وهكذا يجب أن يكرر المحدث حديثه حتى يفهم عنه، وأما إذا فهم عنه فلا وجه للتكرير.
وذكر سلمة بن شيب، عن عبد الرزاق، عن معمر قال: سمعت قتادة يقول: (ما قلت لأحد قط: أعد عليّ) وتكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره. وقد كان ابن شهاب يقول:
تكرير الحديث أشد عليّ من نقل الحجارة.
614 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا أبو مسلم، أنا سفيان قال: قال الزهري: (تكرير الحديث أشد عليّ من نقل الصخر).
615 - وحدثنا أحمد، حدثنا إسحاق، حدثنا محمد بن علي، حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الرزاق، أخبرني معمر قال: سمعت الزهري يقول: (نقل الصخر أيسر من تكرير الحديث).
قال معمر: قال قتادة: (إذا أعدت الحديث في مجلس ذهب نوره) وقالت جارية ابن السماك لواعظ له: (ما أحسن حديثك إلا إنك تكرره فقال: أكرره ليفهمه كل من سمعه فقالت: إلى أن يفهمه كل من سمعه يمله كل من فهمه). ولا بأس أن يسأل العالم قائما وماشيا في الأمر الخفيف لحديث:
616 - ابن مسعود - رضي اللّه عنه - قال: بينما أمشي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ضرب المدينة، وهو يتوكأ على عسيب معه مر بنفر من يهود خيبر، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ فقام الرجل منهم فقال: يا أبا القاسم ما الروح؟ وذكر الحديث أخرجه البخاري عن بشر بن حفص، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه.

الصفحة 196