كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه عز وجل أوحى إليّ أن تواضعوا، ولا يبغ بعضكم على بعض).
623 - حدثنا أحمد بن محمد، نا أحمد بن الفضل، نا محمد بن جرير، محمد بن بشار، نا هوذة بن خليفه، عن عوف، عن أبي الورد بن ثمام، عن وهب بن منبه قال: (كان في بني إسرائيل رجال أحداث الأسنان، قد قرأوا الكتب، وعلموا علما، وإنهم طلبوا بقراءتهم وعلمهم الشرف والمال وإنهم ابتدعوا بها بدعا أدركوا بها المال والشرف في الدنيا، فضلوا وأضلوا). روينا عن أيوب السختيانى أنه قال: (ينبغى للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا للّه عز وجل).
وقيل لبزرجمهر: ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها؟ قال: التواضع. وقيل له: ما البلاء الذى لا يرحم عليه صاحبه؟ قال: العجب).
وقالوا: (التواضع مع السخافة، والبخل أحمد من الكبر مع السخاء والأدب فأعظم بحسنه عفت على سيئتين، وأفظع بعيب أفسد من صاحبه حسنتين).
ولقد أحسن المرادي في قوله:
وأحسن مقرونين في عين ناظر ... جلالة قدر في ثياب تواضع
وأحسن من قول بعض العراقيين يمدح رجلا:
فتى كان عذب الروح لا من ... غضاضة ولكن كبرا أن يكون به كبر
وقال البحتري:
وإذا ما الشريف لم يتواضع ... للأخلاء، فهو عين الوضيع

الصفحة 199