كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

فكن لحسن السمت ما حيينا ... مقارنا تحمد ما بقيتا
وإن بدت بين الناس مسألة ... معروفة في العلم أو مفتعلة
فلا تكن إلى الجواب سابقا ... حتى ترى غيرك فيها ناطقا
فكم رأيت من عجول سابق ... من غير فهم بالخطأ ناطق
أرزى ذلك به في المجالس ... عند ذوي الألباب والتنافس
والضمت فاعلم بك حقا أزين ... إن لم يكن عندك علم متقن
وقل إذا أعياك ذاك الأمر ... مالي بما تسأل عنه خبر
فذاك شطر العلم عند العلماء ... كذاك ما زالت تقول الحكماء
وإياك والعجب بفضل رأيكا ... واحذر جواب القول من خطائكا
كم من جواب أعقب الندامة ... فاغتنم الصمت مع السلامة
العلم بحر منتهاه يبعد ... ليس له حدّ إليه يقصد
وليس كل العلم قد حويته ... أجل ولا العشر ولو أحصيته
وما بقي عليك من أكثر ... مما علمت والجواد يعثر
فكن لما سمعته مستفهما ... إن أنت لم تفهم منه الكلما
القول قولان: فقول تعقله ... وآخر تسمعه فتجهله
وكل قول فله جواب ... يجمعه الباطل والصواب
وللكلام أول وآخر ... فافهمهما والذهن منك حاضر
لا تدفع القول ولا ترده ... حتى يؤديك إلى ما بعده
فربما أعيا ذوي الفضائل ... جواب ما يلقى من المسائل
فيمسك بالصمت عن جوابه ... عند اعتراض الشك في صوابه

الصفحة 207