كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

ولو يكون القول في القياس ... من فضة بيضاء عند الناس
إذا لكان الصمت من عين الذهب ... فافهم هداك اللّه الطلب
637 - حدثنا أحمد بن قاسم، نا محمد بن عيسى، نا علي بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبيد يقول: قال أكثم بن صيفي: (ويل عالم أمر من جاهل، من جهل شيئا عاداه، ومن أحب شيئا استعبده).
وقال غيره: (علم لا يعبر معك الوادي، لا تعمر معه النادي، وإذا ازدحم الجواب خفي الصواب، اللغط يكون معه الغلط، لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف).
وقال الخليل بن أحمد - رحمه اللّه -: (ما سمعت شيئا إلا كتبته، وما كتبته إلا حفظته، ولا حفظته إلا نفعني).
[من أكثر من مذاكرة العلماء لم ينس ما علم واستفاد ما لم يعلم.
أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرا قال: (لا ترد على أحد جوابا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه، ولا تتعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم، فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت قبل أن تسأل فاسأل، فيبدو لك، فسؤالك واستفهامك أحمد بك وخير لك من السكوت على العي).
باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء
638 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن سعيد الحمال، نا محمد بن عبد اللّه بن كناسة، نا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (تظهر الفتن ويكثر الهرج) قيل: وما الهرج؟ قال: القتل القتل، ويقبض

الصفحة 208