كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

660 - أخبرنا عبد الوارث، نا قاسم، نا أحمد بن زهير، نا هوذة بن خليفة، حدثنا عون الأعرابى، عن رجل، عن سليمان بن جابر الهجري، عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم): (تعلموا العلم، وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض، وعلموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما).
661 - حدثنا عبد الوارث قال: ثنا قاسم، نا ابن وضاح، نا موسى بن معاوية، نا وكيع، عن طلحه بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح في قول اللّه عز وجل: أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَاتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها
قال: (ذهاب فقهائها وخيار أهلها).
وذكره سنيد، عن وكيع بإسناده مثله.
وقال عكرمة والشعبي: (هو النقصان، وقبض الأنفس، قالا جميعا: ولو كانت الأرض تنقص، قال أحدهما: لضاق عليك حشك، وقال الآخر: لضاق عليك حش تبرز فيه).
وقال مجاهد: (نقصانها: خرابها، وموت أهلها).
وقال الحسن: (هو ظهور المسلمين على المشركين). وذكر قتادة في (تفسيره) قول عكرمة والحسن عنهما على ما ذكرناه، ولم يزد من رأيه شيئا، وقول عطاء في تأويل الآية حسن جدّا، تلقاه أهل العلم بالقبول، وقول الحسن أيضا حسن المعنى جدا.
وقال ابن عباس - رضي اللّه عنه - لما مات زيد بن ثابت: (من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه) 662 - حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد المؤمن، نا الحسن بن محمد بن عثمان، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد الرحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا مروان بن جناح، حدثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء أنه كان يقول: (تعلموا العلم قبل أن يقبض العلم، وقبضه أن يذهب بأصحابه، العالم والمتعلم شريكان في الخير، وسائر الناس لا خير فيهم، إن أغنى الناس رجل عالم افتقر إلى علمه فنفع من افتقر إليه، وإن استغنى عن

الصفحة 215