كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وذكر يحيى بن سلام قال: سمعت عبد اللّه بن غانم في مجلس إبراهيم بن الأغلب يحدث عن الليث بن سعد أنه قال: (أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلها مخالفة لسنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مما قال فيها برأيه، قال: ولقد كتبت إليه أعظه في ذلك).
قال أبو عمرو: ليس أحد من علماء الأمة يثبت حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم يرده دون ادعاء نسخ ذلك بأثر مثله، أو بإجماع، أو بعمل يجب على أصله الانقياد إليه، أو طعن في سنده، ولو فعل ذلك أحد سقطت عدالته فضلا عن أن يتخذ إماما ولزمه اسم الفسق، ولقد عافاهم اللّه عز وجل من ذلك.
ونقموا أيضا على أبي حنيفة الإرجاء، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير، لم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته، وكان أيضا مع هذا يحسد وينسب إليه ما ليس فيه، ويختلق عليه ما لا يليق به، وقد أثنى عليه جماعة من العلماء وفضلوه، ولعلنا إن وجدنا نشطة نجمع من فضائله، فضائل مالك، والشافعي، والتوري، والأوزاعي - رحمهم اللّه - كتابا أملنا جمعه قديما في أخبار أئمة الأمصار إن شاء اللّه تعالى.
1173 - وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا عباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: (أصحابنا يفرطون في أبي حنيفة وأصحابه، فقيل له: أكان أبو حنيفة يكذب؟ فقال: كان أنبل من ذلك).
1174 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن خالد، ثنا يوسف بن يعقوب البخيرمي بالبصرة، ثنا العباس بن الفضل قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي سفيان كله رأيي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الأثر).
حدثنا عبد الوارث، ثنا قاسم، ثنا أحمد بن زهير، ثنا مصعب بن عبد اللّه، ثنا الدراوردي قال: (إذا قال مالك: وعليه أدركت أهل بلدنا والمجتمع عليه عندنا، فإنما يريد ربيعة بن أبي عبد الرحمن وابن هرمز).
وذكر محمد بن الحسين الأزدي الحافظ الموصلي في الأخبار التي في آخر كتابه في الضعفاء، قال يحيى بن معين: (ما رأيت أحدا أقدمه على وكيع، وكان يفتي برأي أبي

الصفحة 431