كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وذكر الحسن بن علي الحلواني قال: نا نعيم بن حماد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش قال: (كنت عند الشعبي فذكروا إبراهيم فقال: ذاك رجل يختلف ألينا ليلا ويحدث الناس نهارا، قال: فأتيت إبراهيم فأخبرته قال: ذاك يحدث عن مسروق واللّه ما سمع منه شيئا قط).
قال الحسن: ونا أبو زيد الهروي قال: سمعت شعبة يقول: (لم يسمع إبراهيم عن مسروق شيئا قط).
1196 - حدثنا أحمد بن محمد، نا أحمد بن الفضل، ثنا محمد بن جرير، ثنا زكريا ابن يحيى، ثنا قاسم بن محمد بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش قال: (ذكر إبراهيم النخعي عند الشعبي قال: ذاك الأعور الذي يستفتي بالليل، ويجلس ويفتي الناس بالنهار، قال: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: ذلك الكذاب لم يسمع من مسروق شيئا).
وذكر ابن أبي خيثمة هذا الخبر عن أبيه قال: (كان هذا الحديث في كتاب أبي معاوية فسألناه عنه فأبى أن يحدثنا به).
قال أبو عمر: معاذ اللّه أن يكون الشعبي كذابا، بل هو إمام جليل، والنخعي مثله جلالة وعلما ودينا، وأظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث وكان أحد الكذابين، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حبّ عليّ - رضي اللّه عنه - وتفضيله له على غيره، ومن ههنا - واللّه أعلم - كذبه الشعبي؛ لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر - رضي اللّه عنه - وإلى أنه أول من أسلم، وتفضيل عمر - رضي اللّه عنه.
وروى عليّ بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت عائشة - رضي اللّه عنها: (ما علم أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإنما كانا غلامين صغيرين).
1197 - وذكر المروزي في (كتاب الانتفاع بجلود الميتة) في قصة عكرمة ذبا عنه.
ودفعا لما قيل فيه ما يجب أن يكون في بابنا هذا، فمن ذلك أنه ذكر حديث سمرة أنه قال:
كانت للنبي صلى اللّه عليه وسلم سكتتان في الصلاة، عند قراءته، فبلغ ذلك عمران بن الحصين فقال: كذب

الصفحة 439