كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

سمرة، وكتبوا إلى أبيّ بن كعب، فكتب أن صدق سمرة، وهذا الحديث مشهور جدا.
1198 - ومثله ما قال المروزي، نا إسحاق بن راهويه وأحمد بن عمرو قالا: أنا جرير عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر ليس بحتم، فخذوا منه أو دعوا، فقال ابن عمر:
كذب أبو هريرة، جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن صلاة الليل فقال: (مثنى، مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة).
وخطأت عائشة - رضي اللّه عنها - ابن عمر في عدد عمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
وفي أن: (الميت ليعذب ببكاء أهله).
وقد ذكرنا ذلك في (كتاب التمهيد).
وقد كان بين أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجلة العلماء عند الغضب كلام هو أكثر من هذا، ولكن أهل العلم والفهم والفقه لا يلتفتون إلى ذلك؛ لأنهم بشر يغضبون ويرضون، والقول في الرضا غير القول في الغضب.
ولقد أحسن القائل:
لا تعرف الحكيم إلا ساعة الغضب.
ومن أشنع شيء روي في هذا الباب وأشده نوكا وجهلا ما.
1199 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، ثنا القاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: (كان الضحاك بن مزاحم يكره المسك، فقيل له: إن أصحاب محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كانوا يتطيبون به، قال: نحن أعلم منهم).
وذكر المروزي، ثنا الحلواني، ثنا زيد بن الحباب، ثنا جرير بن حازم، عن أيوب قال:
(قدم علينا عكرمة فلم يزل يحدثنا حتى صرت بالمربد، ثم قال: أيحسن حسنكم مثل هذا؟).

الصفحة 440