كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

ومما نقم على ابن معين وعيب به أيضا قوله في الشافعي: (إنه ليس بثقة) وقيل لأحمد بن حنبل: إن يحيى بن معين يتكلم في الشافعي، فقال أحمد: (و من اين يعرف يحيى الشافعي، وهو لا يعرف الشافعي، وهو لا يعرف ما يقول الشافعي - أو نحو هذا.
ومن جهل شيئا عاداه).
قال أبو عمر - رحمه اللّه -: صدق أحمد بن حنبل - رحمه اللّه -: إن ابن معين كان لا يعرف ما يقول الشافعي - رحمه اللّه -، وقد حكي عن ابن معين أنه سئل عن مسألة من التيمم فلم يعرفها.
1211 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير قال:
(سئل يحيى بن معين وأنا حاضر عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها، فقال: سل عن هذا أهل العلم).
ولقد أحسن أكثم بن صيفي - رحمه اللّه - في قوله: (ويل لعالم أمر من جاهل، ومن جهل شيئا عاداه، ومن أحب شيئا استعبده).
وقد كان عبد اللّه الأمير بن عبد الرحمن بن محمد الناصر يقول: إن ابن وضاح كذب على ابن معين في حكايته عنه أنه سأله عن الشافعي فقال: ليس بثقة، وزعم عبد اللّه أنه رأى أصل ابن وضاح الذي كتب بالمشرق وفيه: سألت يحيى بن معين عن الشافعي فقال: هو ثقة، قال: وقد كان ابن وضاح يقول: ليس بثقة، فكان عبد اللّه الأمير يحمل على ابن وضاح في ذلك، وكان خالد بن سعد يقول: إنما سأله ابن وضاح عن إبراهيم بن محمد الشافعي، ولم يسأله عن محمد بن إدريس الفقيه الشافعي.
وهذا كله عندي تخرص وتكلم على الهوى، وقد صح عن ابن معين من طرق أنه كان يتكلم في الشافعي على ما قدمت لك حتى نهاه أحمد بن حنبل - رحمه اللّه - ونبهه على موضعه من العلم وقال له: لم تر عيناك قط مثل قول الشافعي.
وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره، وهو مشهور عنه، قال إنكارا منه لقول مالك في حديث البيعين بالخيار، وكان إبراهيم بن سعد يتكلم وكان إبراهيم بن أبي يحيى يدعو عليه، وتكلم في مالك أيضا فيما ذكره الساجي في (كتاب العلل) عبد العزيز بن أبي سلمة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن إسحاق،

الصفحة 447