كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

والشام كشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري والأوزاعي وابن عيينة ومعمر وسائر أصحاب ابن شهاب والزهري الثقات كابن جريج، وعقيل، يونس، بن شعيب، والزبيدي، والليث، وحديث هؤلاء عند ابن وهب وغيره وكذلك حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك وأمثالهم من أهل الثقة والأمانة، وهؤلاء كلهم أئمة حديث وعلم عند الجميع، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح، كالبخاري، ومسلم وأبي داود، والنسائي، ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي، وابن السكن وممن لا يحصى كثرة وإنما صار مالك ومن ذكرنا عنه أئمة عند الجميع لأن علم الصحابة - رضي اللّه عنهم - والتابعين في أقطار الأرض انتهى إليهم لبحثهم عنه - رحمهم اللّه -، والذي يشذ عنهم نزر يسير في جانب ما عندهم.
1230 - أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، نا إبراهيم بن بكر بن عمران الموصلي، نا محمد بن الحسين بن أحمد الأرزدي، حدثني هارون بن عيس، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: سمعت علي بن المديني يقول: (دار علم الثقات على ستة: اثنين بالحجاز، واثنين بالكوفة، واثنين بالبصرة، فأما اللذان بالحجاز: فالزهري وعمرو بن دينار، واللذان بالكوفة: أبو إسحاق السبيعي والأعمش، واللذان بالبصرة: قتادة ويحيى بن أبي كثير، ثم دار علم هؤلاء على ثلاثة عشر رجلا، ثلاثة بالحجاز وثلاثة بالكوفة وخمسة بالبصرة وواحد بواسط، وواحد بالشام، فالذين بالحجاز: ابن جريج ومالك ومحمد بن إسحاق، والذين بالكوفة: سفيان الثوري وإسرائيل وابن عيينة، والذين بالبصرة: شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي، ومعمر وحماد بن سلمة، والذي بواسط: هشيم، والذي بالشام والأوزاعي.
قال أبو عمر: لم يذكر حماد بن زيد فيهم لأنه لم يكن له استنباط في علمه، وحماد ابن سلمة وشعبة مثله، وذكر شعبة في البصريين وهو واسطي قد سكن البصرة.
ومما يستعان به على فهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب اللّه عز وجل وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها بأشعارها ومجازها وعموم لفظ مخاطبتها وخصوصه وسائر مذاهبها لمن قدر فهو شيء لا يستغني عنه، وكان عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - يكتب إلى الآفاق أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن - يعني النحو - كما يتعلم القرآن، وقد تقدم ذكر هذا الخبر عنه فيما سلف من كتابنا.

الصفحة 456