كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

نظره، فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضا وتقحم الفتوى بلا علم فهو أشد عمى وأضل سبيلا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
وقد علمت أنني لا أسلم ... من جاهل معاند لا يعلم:
ولست بناج من مقالة طاعن ... ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ... ولو غاب عنهم بين خافية نسر
واعلم يا أخي أن السنن والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة، بل السنة عيار عليه، ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبدا.
وقال ابن وهب: حدثني مالك أن إياس بن معاوية قال لربيعة: (إن الشيء إذا بني على عوج لم يكد يعتدل).
قال مالك: يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على غير أصل، يبني عليه كلامه.
قال أبو عمر: ولقد أحسن صالح بن عبد القدوس حيث يقول:
يا أيها الدارس علما ألا ... تلتمس العون على درسه
لن تبلغ الفرع الذي رمته ... إلا ببحث منك على أسه
ولمحمود الوراق:
القول ما صدقه الفعل ... والفعل ما صدقه العقل
لا يثبت الفرع إذا لم يكن ... يقله من تحته الأصل
ومن أبيات لابن معدان - رحمه اللّه:
وكل ساع بغير علم ... فرشده غير مستبان
والعلم حق له ضياء ... في القلب والعقل واللسان
وقال أبو العتاهية:

الصفحة 462