كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وإنما العلم من عيان ... ومن سماع ومن قياس
1235 - قرأت على أبي عبد اللّه بن عبد اللّه بن محمد أن محمد بن معاوية حدثهم ثنا إسحاق بن أبي حسان، ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن حبيب، ثنا الأوزاعي، ثنا حسان ابن عطية أن أبا الدرداء كان يقول: (لن تزالوا بخير ما أجبتم خياركم، وما قيل فيكم الحق فعرفتموه، فإن عارفه كفاعله).
وقال ابن وهب، عن مالك، سمعت ربيعة يقول: (ليس الذي يقول الخير ويفعله بخير من الذي يسمعه ويقبله). قال مالك: وقال ذلك للثناء على عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - ما كان بأعلمنا، ولكنه كان أسرع رجوعا إذا أسمع الحق قال أبو عمر: رحم اللّه القائل:
لقد بان للناس الهدى غير أنهم ... غدوا بجلابيب الهدى قد تجليوا.
1236 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير، نا أبي، نا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الأسود الدؤلي قال: خطب عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - يوم الجمعة فقال: إن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر اللّه عز وجل».
وقال أبو العتاهية:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه ... فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا ... كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي ... أأخطأ في الحكومة أم أصابا
وقال أبو العتاهية:
رأيت الحق متضحا ... ولا تخفى شواكله
لعمرك ما استوى في ... الأمر عالمه وجاهله

الصفحة 463