كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

أقبلت أهرب لا آلو مباعدة ... في الأرض منهم فلم يحصني الهرب
فقصر أوس فما والت حنادقه ... فلا النواوس فالمأخوذ فالخرب
فأيما موئل منها اعتصمت له ... فمن ورائي حثيثا منهم الطلب
لما رأيت بأني لست معجزهم ... موتا ولا هربا فريت أحتجب
فصرت في البيت مستورا به ... جذلا جاري البراء لا شكوى ولا شغب
فردا تحدثني الموتى وتنطق لي ... عن علم ما غاب عني منهم الكتب
هم مؤنسون وآلاف عنيت بهم ... فليس لي في أناس غيرهم إرب
للّه من جلساء لا جليسهم ولا ... خليطهم للسوء مرتقب
وقد أكثر أهل العلم والأدب في جمع ما في هذا الباب من المنظوم والمنثور، فرأيت الاقتصار من ذلك على القليل أولى من الإكثار وباللّه التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.
تم جميع الكتاب بحمد اللّه وتأييده، وصلي اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
على يد الفقير إلى اللّه تعالي إبراهيم بن نصر اللّه بن وحشي الشافعي المصري، ووافق الفراغ منه يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة سنة ثمان وستين وسبعمائة بدمشق المحروسة، حماها اللّه وصانها وسائر معاقل المسلمين.

الصفحة 502