كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بالحظ الوافر، وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم».
163 - أخبرني خلف بن أحمد، نا أحمد بن مطرف، نا أيوب بن سليمان ومحمد بن عمر بن لبابة قالا: أنا عبد الرحمن بن إبراهيم أبو زيد قال: ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن أبي حمزه، عن سعيد بن جبير، عن أبن عباس قال: (معلم الخير يستغفر له - أو يشفع له - كل شيء حتى الحوت في البحر).
164 - وأخبرنا محمد بن رشيق، نا الحسن بن عليّ، ثنا علي بن أحمد بن سليمان، نا سلمة بن شبيب قال: أنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (معلم الخير يصلي عليه دواب الأرض حتى الحوت في البحر).
165 - حدثني خلف بن القاسم الحافظ، ثنا أبو علي بن السكن الحافظ، ثنا حاتم بن محبوب الهروي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا موسى بن أعين، عن خالد بن أبي يزيد، عن خالد بن عبد الأعلى، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «علماء هذه الأمة رجلان: رجل أعطاه اللّه علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه صفرا، ولم يشتر به ثمنا، أولئك يصلي عليهم طير السماء، وحيتان البحر، ودواب الأرض، والكرام الكاتبون، ورجل آتاه اللّه علما فضن به عن عباده، وأخذ به صفرا، واشترى به ثمنا، فذلك يأتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار».
166 - وأخبرنا خلف بن القاسم، نا الحسن بن رشيق، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا محمد بن الأعلى الصنعاني، ثنا سلمه بن رجاء، عن الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن اللّه وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير».
قال أبو عمر:
الصلاة هاهنا: الدعاء والاستغفار وهو بمعنى قوله: الملائكة تضع أجنحتها أي تدعو، واللّه أعلم.

الصفحة 56