كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

نفسي بذلك وأساورها حتى جاوزتهم فلم أجلس إلى واحد منهم وانصرفت فأتاني آت في المنام فقال: أنت الذي وقفت بين الحلقتين؟ قلت: نعم. قال: أما أنك لو أتيت الحلقه التي يتذاكرون فيها الفقه لوجدت جبريل معهم.
223 - ولما حضرت معاذ بن جبل - رضي اللّه عنه - الوفاة قال لجاريته: (ويحك! هل أصبحنا؟ قالت: لا، ثم تركها ساعة ثم قال: انظري: فقالت: نعم، فقال: أعوذ باللّه من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبا بالموت مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا بجرى الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر)»
224 - حدثنا خلف بن القاسم، نا محمد بن أحمد بن كامل، نا محمد بن الحارث، نا محمد بن عمرو، نا محمد بن حسين، نا يعقوب بن إبراهيم الضرير، نا عمار بن الراهب وكان من العاملين للّه عز وجل في دار الدنيا - قال: (رأيت مسكينة الطقاوية في منامي وكانت من المواظبات على حلق لذكر. قلت: مرحبا يا مسكينه، قالت: هيهات، ذهبت واللّه يا عمار المسكنة وجاء الغناء الأكبر. قلت: هيه، قالت: ما تسأل عمن أتيح له الجنة فتذهب حيث شاءت. قال: قلت وبم ذلك؟ قالت: بمجالس الذكر والصبر على الفقر).
225 - أخبرنا أحمد بن عبد اللّه، نا مسلمة، نا يعقوب بن إسحاق العسقلاني، ثنا محمد بن أحمد بن عمير بن سنان قال: أنا حسين بن منصور النيسابوري قال: حدثنا عيسى ابن إبراهيم الهاشمي، ثنا الحكم بن عبيد اللّه، ثنا عباده بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «العالم أمين اللّه على الأرض».
226 - حدثنا إبراهيم بن شاكر، نا عبد اللّه بن محمد بن عثمان، نا سعيد بن خمير وسعيد بن عتمان قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن صالح، نا روح عبادة، ثنا هشام، عن الحسن في قوله: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً
قال: العلم والعبادة وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
قال: الجنة.

الصفحة 74