كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

في قصيدة طويلة يذكر قوما من فقهاء قرطبة سلفوا - رحمهم اللّه -، وفي شعره ذلك:
والعلم زين وتشريف لصاحبه ... اتت إلينا بذا الأنباء والكتب
والعلم يرفع أقواما بلا حسب ... فكيف من كان ذا علم له حسب
فاطلب بعلمك وجه اللّه محتسبا ... فما سوى العلم فهو اللهو واللعب
ولي معارضة لقول القائل وهو أبو حاطب:
وإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها منها مقيم الألسن
العلم يرفع كل بيت هين ... والفقه يجمل باللبيب الدين
والحر يكرم بالوقار وبالنهي ... والمرء تحقره إذا لم يرزن
فإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها عند التقي المؤمن
علم الديانة وهو أرفعها لدى ... كل امرى ء متيقظ متدين
هذا الصحيح ولا مقالة جاهل ... فأجلها منها مقيم الألسن
لو كان مهتديا لقال مبادرا ... فأجلها منها مقيم الأدين
ولبعض الأدباء:
يعد رفيع القوم من كان عالما ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
وإن حل أرضا عاش فيها ... بعلمه وما عالم في بلدة بغريب
وفي حكمة داود عليه السلام: (العلم في الصدر كالمصباح في البيت) وقيل لبعض حكماء الأوائل: (أي الأشياء ينبغي للعالم أن يقتنيه؟ قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه - يعني العلم).
وقال غيره منهم: (من اتخذ العلم لجاما، اتخذه الناس إماما، ومن عرف بالحكمة لا حظته العيون بالوقار).

الصفحة 80