كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

وقالت امرأة لإبراهيم النخعي: يا أبا عمران! أنتم معشر العلماء أحد الناس، وألوم الناس! فقال لها: أما ما ذكرت من الحدة فإن العلم معنا والجهل مع مخالفينا، وهم يأبون إلا دفع علمنا بجهلهم فمن ذا يطيق الصبر على هذا؟ وأما اللوم فأنتم تعلمون تعذر الدرهم الحلال وإنا لا نبتغي الدرهم إلا حلالا، فإذا صار إلينا لم نخرجه إلا في وجهه الذي لا بد منه.
وقالوا: العلماء في الأرض كالنجوم في السماء، والعلماء أعلام الإسلام والعالم كالسراج، من مرّ به اقتبس منه، ولو لا العلم كان الناس كالبهائم.
255 - أخبرنا أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن، نا قاسم بن أصبغ، نا محمد بن إسماعيل، نا نعيم بن حماد، نا ابن المبارك، ثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن قال: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه، وبصره ولسانه، ويده، وصلاته، وزهده، وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة.
وكان الحسن يقول: واللّه ما طلب هذا العلم أحد إلا كان حظه منه ما أراد به. ذكره أبو فاطمة، عن هشام، عن الحسن.
256 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير قال:
أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال: قال لنا أبي: اطلبوا العلم فإن يكن لك مالا أجداك جمالا، وإن لم يكن لك مال أكسبك مالا.
257 - حدثنا خلف بن القاسم، نا الحسن بن جعفر، نا يوسف بن يزيد، حدثنا المعلي ابن عبد العزيز القعقاعي، ثنا بقية، نا الحكم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة - رضي اللّه عنها - قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إذا أتى عليّ يوم لا أزداد فيه علما يقربني من اللّه عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم».

الصفحة 85