كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

ثنا شريك، عن ليث، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد؟ تبني مسجدا تعلم فيه القرآن، وسنن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والفقه في الدين.
263 - حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم، نا أبو صالح أحمد بن عبد الرحمن بمصر، نا أبو بكر محمد بن الحسن البخاري، نا الحسين بن الحسن بن وضاح البخاري السمسار، ثنا حفص بن داود الربعي قال: حدثنا معاذ بن خالد قال: حدثنا بقية قال: حدثنا صفوان بن رستم أبو كامل، ثنا عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي عبد الرحمن، عن تميم الداري قال:
(تطاول الناس في البنيان زمن عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - فقال: يا معشر العرب الأرض الأرض، إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، ألا فمن سوده قومه على فقه كان ذلك خيرا له، ومن سوده قومه على غير فقه كان ذلك هلاكا له ولمن اتبعه).
264 - أخبرنا عبسة بن سعيد المقريء بإجازة، ثنا أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا العاقولي، ثنا المبرد قال: كان يقال: تعلموا العلم، فإنه سبب إلى الدين ومنبهة للرجل، ومؤنس في الوحشة، وصاحب في الغربة، ووصلة في المجالس وجالب للمال، وذريعة في طلب الحاجة.
وقال ابن المقفع: (اطلبوا العلم، فإن كنتم ملوكا برزتم، وإن كنتم سوقة عشتم).
وقال أيضا: إذا أكرمك الناس لمال أو سلطان فلا يعجبك ذلك، فإن زوال الكرامة بزوالهما، ولكن ليعجبك إذا أكرموك لعلم أو دين.
ويقال: ثلاثه لا بد لصاحبها أن يسود: الفقه، والأمانة، والأدب.
وقيل للقمان الحكيم: أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن عالم إن ابتغى عنده الخير وجد.
وقال الحجاج لخالد بن صفوان: من سيد أهل البصرة؟ فقال له: الحسن، فقال: وكيف ذلك وهو مولى؟ فقال: احتاج الناس إليه في دينهم، واستغنى عنهم في دنياهم، وما رأيت

الصفحة 87