كتاب جامع بيان العلم وفضله - ت السعدني ط العلمية

أحدا من أشراف أهل البصرة إلا يروم الوصول في حلقته ليستمع قوله ويكتب علمه. فقال الحجاج: هذا واللّه السؤدد.
وروينا أن معاوية بن أبي سفيان حج في بعض حجاته فابتنى بالأبطح مجلسا، فجلس عليه، ومعه زوجته ابنة قرظة بن عبد عمرو بن نوفل، فإذا هو بجماعة على رحال لهم، وإذا شاب قد رفع عقيرته يغني:
وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب
فقال معاوية: من هذا؟ فقالوا: فلان بن جعفر بن أبي طالب، قال: خلوا له الطريق فيذهب. ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني:
بينما يذكرنني أبصرنني عند ... قيد الميل يسعى بي الأغر
قلن: تعرفن الفتى؟ قلن: نعم ... قد عرفناه، وهل يخفى القمر
قال: من هذا؟ قالوا: عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة. قال: خلوا له الطريق فليذهب.
ثم إذا هو بجماعة حول رجل يسألونه، فبعضهم يقول: رميت قبل أن أحلق، وبعضهم يقول:
حلقت قبل أن أرمي، يسألونه عن أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج. فقال: من هذا؟
قالوا: هذا عبد اللّه بن عمر. فالتفت إلى زوجته ابنة قرظة فقال: هذا وأبيك الشرف، هذا واللّه شرف الدنيا والآخرة.
265 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا أبو الفتح نصر بن المغيرة البخاري قال: قال سفيان بن عيينة في قوله عز وجل: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ
قال: الرواية عن الأنبياء عليهم السلام.
باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف
266 - حدثنا عبد الوارث، نا قاسم، نا أحمد بن زهير، نا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، نا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال:

الصفحة 88