كتاب الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين

165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §لِلَّهِ مَلَائِكَةً فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ الذِّكْرَ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا مَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ، تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ. قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ -: مَا يَقُولُونَ عِبَادِي هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا مَا رَأَوْكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَحْمِيدًا وَأَشَدَّ تَسْبِيحًا وَأَشَدَّ مَخَافَةً. قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ . قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ. قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ . قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا مَا رَأَوْهَا. قَالَ: فَيَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا لَكَانُوا أَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً. قَالَ: فَيَقُولُ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ . قَالَ: يَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ . قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا مَا رَأَوْهَا. قَالَ: فَيَقُولُ: يَعْنِي فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا لَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا، وَأَشَدَّ مِنْهَا مَخَافَةً. قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ مَلَكٌ مِنْهُمْ: إِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا لَيْسَ فِيهِمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. -[60]- قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "

الصفحة 59