كتاب بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم

الجمعة إلى الجمعة، فمر ابن طاهر الطائف، ومعه مشعل، فوقف يكلم أصحاب المصالح فاستغنمت ضوء المشعل، فعزلت طاقات ثم غاب عني المشعل، فعلمت أن لله في مطالبة، فخلصني خلصك الله، فقال لها: تخرجين الدانقين، ثم تبقين بلا رأس مال حتى يعوضك الله خيرا.
قال عبد الله: فقلت لابي: يا أبه لو قلت لها: لو أخرجت [الغزل] الذي أدركت فيه الطاقات، فقال: يا بني، سؤالها لا يحتمل التأويل، ثم قال: من هذه؟ قلت: مخة أخت بشر بن الحارث، فقال: من ههنا أتيت.
وقال عبد الله بن أحمد: كنت مع أبي في يوم من الايام في المنزل، فدق داق الباب، قال لي: اخرج فانظر من بالباب؟ قال: فخرجت، فإذا امرأة قالت لي: استأذن لي على أبي عبد الله - تعني أباه - قال: فاستأذنته، فقال: أدخلها، قال: فدخلت، فسلمت عليه، وقالت له: يا أبا عبد الله أنا امرأة أغزل بالليل في السراج، فربما طفئ السراج، فأغزل في القمر، فعلي أن أبين غزل القمر من غزل السراج؟ قال: فقال لها: إن كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبيني ذلك، قال: قالت له: يا أبا عبد الله أنين المريض شكوى؟ قال: أرجو أن لا يكون شكوى ولكنه اشتكاء إلى الله، قال: فودعته، وخرجت.
قال: فقال لي: يا بني ما سمعت قط إنسانا سأل عن مثل هذا، اتبع هذه المرأة فانظر أين تدخل؟ قال: فتبعتها فإذا قد دخلت إلى بيت بشر بن الحارث، وإذا هي أخته.
قال: فرجعت فقلت له، فقال: محال أن تكون مثل هذه إلا أخت بشر.
1289 - ميمونة بنت الاقرع: قال المروذي: ذكرت لابي عبد الله، فقلت له: إنها أرادت أن تبيع غزلها، فقالت للغزال: إذا بعت هذا الغزل، فقل، إني ربما كنت صائمة فأرخي يدي فيه ثم ذهبت ورجعت فقالت رد علي الغزل أخاف أن لا يبين الغزال هذا، فترحم أبو عبد الله عليها، وقال: قد جاءتني وكتبت لها شيئا في غسل الميت.

الصفحة 191