كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 100@وقد كملت عقولهم ، وسكتت حدتهم ، وكملت آدابهم ، وفي بعض النسخ : اراؤهم وزالت عنهم خفة الصبي ، وحدة الشباب ، واحكموا التجارب ، فمن جالسهم تأدب بآدابهم ، وانتفع بتجاربهم ، فكان سكونهم ووقارهم حاجزا لمن جالسهم ، وزاجرا لهم عما يتولد من طباعهم ، ويتبرك بهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : البركة مع اكابركم وقد أمر بتوقيرهم بقوله صلى الله عليه وسلم : من لم يوقر كبيرنا فليس منا.
|ويجوز أن يريد بقوله جالس الكبراء أي : الكبراء في الحال ، ومن له رتبة في الدين ، ومنزلة عند الله ، وإن لم يكن كبير في السن ، والكبير في الحال هو جميع علم الوراثة إلى علم الدراسة . فقد قيل جاء في الحديث : من عمل بما علم ورثة الله تعالى علم ما لم يعمل فقد شرط لوراثة هذا العلم العمل بعلم الدارسة الذي هو علم الاكتساب ، وهو علم الأحكام بعد أحكام التوحيد ، وهذا علم الدراسة وعلم الوراثة : علم آفات النفس وآفات العمل ، وخدع النفس ، وغرور الدنيا ، واخبر أن من عمل بعلم الاكتساب ورثة الله تعالى علم ما لم يعلم وهو علم الإفهام ، واخبر أن من عمل بعلم الاكتساب ورثه الله تعالى علم ما لم يعلم وهو علم الإفهام ، وفي نسخة علم الإلهام والفراسة الذي هو النظر بنور الله عز وجل ، فإنه قال صلى الله عليه وسلم : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل.

الصفحة 100