كتاب بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي

وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ أَنَّهُ قَالَ: §«لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ غَيْرَ بَابِ أَبِي بَكْرٍ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ الْمَرُّوكِيُّ قَالَ: ح مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ح إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: ح مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَتْ أَبْوَابًا تُطْلَعُ إِلَى الْمَسْجِدِ خَوْخَاتٍ، وَأَبْوَابُ الْبُيُوتِ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ بِسَدِّ تِلْكِ الْخَوْخَاتِ، فَلَمْ يَكُنْ مَطْلَعٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَرْكِ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى , قَالَ: «سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: ح حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ح مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَخِي الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: ح زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، وَفِي نُسْخَةٍ: يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ح مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «سُدُّوا الْأَبْوَابَ» بِلَا لَفْظَةِ: إِلَى الْمَسْجِدِ «وَاتْرُكُوا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» فَدَلَّ هَذَا أَنَّ تِلْكَ الْأَبْوَابَ لَمْ تَكُنْ أَبْوَابَ الْبُيُوتِ الَّتِي تُدْخَلُ فِيهَا وَتُخْرَجُ مِنْهَا، وَإِنَّمَا كَانَ خَوْخَاتٍ تَطْلُعُ إِلَى الْمَسْجِدِ كَالْكِوَا، وَالْمَشَاكِي، وَبَابُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ بَابَ الْبَيْتِ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ فَيَخْرُجُ مِنْهُ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حِينَ أَشَارَ إِلَى بَيْتِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جَنْبِ -[107]- بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَلَّ أَنَّ بَيْتَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ فِيهِ، وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ أَيْضًا بِقَوْلِهِ: لَمْ يَكُنْ يَكُونُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرُهُمَا

الصفحة 106