كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 123@الدلائل على أن يده وسمعه وبصره ليست بجوارح ، ولا أعضاء ولا أصابع ولا أجزاء ، إذ هو عز وجل واحد أحد صمد فرد بعيد عن اوصاف الحدث وعن شبة المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فعلينا الإيمان به والوصف له بما وصف نفسه به ونفي اوصاف الحدث عنه وتنزيهه عن التشبيه والكيفية والدرك إلا من حيث الإقرار به والإيمان والتصديق له ، فكذلك ما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإصبع فعلينا التسليم له ، وفي بعض النسخ الإسلام له ، والإيمان به والتصديق على انها صفة له على ما يستحقه ويليق به من غير كيفية ولا إدراك ولا تشبيه.
|أو هو صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق واعرفهم وأوصافه قال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا اعلمكم بالله عز وجل ، وقال الله تعالى : {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [السجدة : 3 4] فالاصبع صفه لله عز وجل ، ومن صفاته العدل والفضل ، فيجوز أن يكون معنى قوله بين اصبعين أي : بين صفتين من صفات الله عز وجل ، ويعني الفضل والعدل وفي بعض النسخ ويعني بالصفتين العدل والفضل لقوله لقوله نقلبها فيكون التقليب عن حالتين مختلفتين ، وفي بعض النسخ بين حالتين مختلفتين مرة إلى كذا ، ومرة إلى كذا ، كما قال في حديث آخر : يقلبها الريح ظهرا لبطن ، فإذا قلب قلب عبد إلى هدي فهو فضل منه ، وإذا تقلبه إلى ضلال فهو عدل منه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ويسأله التثبيت ، فالله تعالى يقلب قلوب أعدائه بعدل ، والعدل صفة له ، فهو يقلب قلوبهم من حال إلى حال ، وكلها إرادة الشر بهم والضلال لقوله |

الصفحة 123