كتاب معاني الأخبار للكلاباذي
@ 124@عز وجل : {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم} [المائدة : 41] فهو يجعل في قلوبهم المرض ، ويقلبها من المرض إلى الزيغ ، ومن الزيغ إلى الدين ، والدين إلى أن يجعلها في اكنة ، ومنها إلى الطبع ، ومن الطبع إلى الختم ، وذلك عدل منه ، وهو يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، قال الله عز وجل {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} [البقرة : 10] ، وقال جل جلاله : {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف : 5] وقال عز وجل : {كلا بل ران على قلوبهم} [المطففين : 14] وقال جل جلاله : {وجعلنا على قلوبهم اكنة} [الإسراء : 46] وقال جل جلاله {بل طبع الله عليها بكفرهم} [النساء : 155] وقال عز وجل : {ختم الله على قلوبهم} [البقرة : 7] فهو عز وجل يفعل ذلك بالمنافقين والكافرين دون المؤمنين المخلصين ، وله أن يفعل ما يشاء إذ هو المالك لهم ، لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، فعلى هذا يقلب قلوب أعدائه ومن سبق له من الله تعالى الشقاء فكفر وجحد وأشرك ونافق ، تعالى الله عن ظلم عباده علوا كبيرا ، ويقلب قلوب أوليائه بفضله من حال إلى حال إرادة الخير لهم ليهتدوا ويوفقوا ويزيدهم إيمانا قال الله تعالى : {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} [الفتح : 4] وتثبيتا لهم كما قال الله عز وجل {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [إبراهيم : 27] فقلوب أولياء المؤمنين المخلصين الذين سبقت لهم منه الحسنى تتقلب بين الخوف والرجاء ، واللين والشدة ، والوجل والطمأنينة ، والقبض والبسط ، والشوق والمحبة ، والأنس والهيبة ، والله تعالى يقلبها بفضله ، قال الله عز وجل : {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} [الانفال : 2] وقال الله تعالى : {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر} [الزمر : 23] وقال تعالى : {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} [الحجرات : 3] وقال الله تعالى : {ولا تأخذك بهما رأفة في دين الله} [النور : 2] وقال الله تعالى : {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد : 28] ، وقال {أفمن شرح الله صدره للإسلام} [الزمر : 22] وقال الله تعالى : {والذين آمنوا اشد حبا لله} [البقرة : 165] والله يقبض ويبسط ، يقبض قلوبهم بالخوف منه ، ويبسطها بالأنس به ، والذكر له ، فقلوب عباده تتقلب بين هاتين الصفتين العدل والفضل وهو يقلبها ، له الخلق والأمر |
الصفحة 124
392