@ 151@حسن ، وما رآه المؤمنون سيئا فهو عند الله سيىء ، وفي بعض النسخ : المسلمون سيئا فهو عند الله سيىء.
|وقوله وأهل البر والتقوى أي : انهم ارباب النفوس ، والمجاهدات وأصحاب المعاملات والمكابدات ، فالبر هو صدق المعاملة لله تعالى ، والتقوى حسن المجاهدة في الله تعالى ، قال الله تعالى : {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر إلى قوله وأولئك هم المتقون} [البقرة : 177] فأخبر عز وجل أن البر هو صدق المعاملة لله تعالى ، وهذه أوصاف ارباب المعاملات ، وقد قال الله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} [العنكبوت : 69] ، وقال الله تعالى : {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} [النازعات : 40].
|فهذا حسن التقوى فكأنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن الطبقة الثانية انهم ارباب المعاملات وأصحاب المجاهدات ، ووصفه للطبقة الثالثة بالتواصل والتراحم دليل على أنهم عاملوا الله تعالى بواسطة الدنيا في العزوف عنها والترك لها وواسطة الخلق بالشفة عليهم والبذل لهم ، سخطت الطبقة الثالثة بالنفوس فبذلوها لله تعالى بتحمل أفعاله وانصبوها في المثول بين يديه ، واتعبوها بالخدمة له ولم يبلغوا درجة الطبقة الأولى في مشاهدات القلوب ، وسخطت الطبقة الثالثة بالدنيا فبذلوها لخلق الله تعالى شفقة عليهم ونظر إليهم ولم يبلغوا درجة الطبقة الثانية في بذل النفوس ، فكانوا في سخاوة الدنيا على صنفين فصنف سخت عليها نفوسهم فتركوها لأربابها ، وصنف سخت بها أيديهم فبذلوها لطلابها ، فالصنف الأول أهل التواصل لأنهم لما تركوها واعرضوا عنها سلموا من التقاطع ، إذ كان سبب التقاطع مجاذبة الدنيا بينهم ومنازعتهم فيها ومقاتلهم عليها.