كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 162@: لو توكلتم على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير الخبر فمن قصد الله تعالى بالتوكل عليه والثقة به لم يصبه عيلة ، والعيلة اختلال الحال والحاجة إلى الناس.
|وقوله : التقدير نصف العيش كمال العيش شيئان مدة الأجل وحسن الحال في هذه المدة ، والتقدير هو التوسط بين التقتير والتبذير ، قال الله عز وجل : {والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} [الفرقان : 67] ، وحسن الحال مهنأ ما يمكنه في عاجله ، والمسرف يحرم ثواب نفقته من آجله والبركة في عاجله ونبوات البركة ، والمهنأ فوات حسن الحال ، وبحصولهما حصول حسن الحال ، وحسن الحال أحد نصفي العيش وكماله استكمال مدة الأجل.
|وقوله صلى الله عليه وسلم التودد نصف العقل إقامة العبودية لله تعالى وحسن المعاملة مع خلق الله تعالى ، فإقامة العبودية لله تعالى شيئان ، الوفاء في الأمر بالأداء ، والرضا في الحكم والقضاء ، وحسن المعاملة كف الأذى وبذل الندي ، ومن كف أذاه وبذل نداه وده الناس ، فكأنه من احسن معاملة خلق الله فقد جاز نصف العقل فإن أقام العبودية لله عز وجل استكمل جميعه وقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم نصف الهرم ضعف ليس وراءه قوة لأنه انحلال القوى ، وهي إذا انحلت لم تنعقد والهم يضعف ضعفا يجوز أن يكون وراءه قوة ما لم تحل القوى فإذا حل لهم القوى فهو الضعيف الذي ليس وراءه قوة ، فإن لم يحلها وزال الهم عادت القوة ، والهم إذا نصف الضعف الذي جميعه انحلال القوى وفسادها.
|وقوله صلى الله عليه وسلم : قلة العيال أحد اليسارين اليسار خفض العيش واليسر فيه وهو زيادة الدخل على الخرج ، أو وفاء الدخل بالخرج ، فمن كثر دخله وقل أو كثر عياله فضل له من دخله ، أو وفي دخله بخرجه ، ومن قل دخله وقل عياله وفي دخله بخروجه ، أو فضل من دخله وخفض عيشه ويسر.

الصفحة 162